قراءة كردية لتطورات المنطقة
في مقابلة لأحد أبرز القيادات الكردية مراد قريلان، يبين قراءته للحروب والصراعات الجارية، مؤكدًا على خوف تركيا من التطورات المحتملة، وأهمية وجود استراتيجية كردية، موضحًا أنّه على جميع الأمّم والأديان أن تقبل بعضها.
إليكم بعض من أهم مقاطع الحوار التي تمت مع إذاعة صوت الشعب لمراد قريلان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني:
يبدو أنّ الحرب بين إسرائيل والعرب سوف تتّسع، كيف تفسرون هذه الحرب؟
يمكننا أن نقول هذا: إنَّ جزء من هذه الحرب هو بين العرب ودولة إسرائيل، لأنّ الهدف الرئيسي هو إيران، هناك حرب مستمرة في المنطقة منذ عام والحقيقة، أنّ هذه الحرب مفجعة وهذه الحرب لا تتوافق مع قوانين الحرب، أولًا اسمحوا لي أن أقول، نحن ضد هذه الحرب وطالما أنّ هذه الحرب تجري بهذه الطريقة؛ فإنّها لن تأتي بأي حل من الحلول، ولن تؤدي إلّا إلى تعميق العداء بين الأطراف، ويعاني الشعب الفلسطيني واللبناني والإسرائيلي من هذ الحرب، وكما يعاني سكان المنطقة منها.
إنَّ أسلوب عملية حماس، الذي سمي طوفان الأقصى، كان خاطئًا وأسلوب الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان، خاطئ أيضًا وليست صحيحة، وفي الحروب التي تدار بهذه الطريقة، يفقد الأشخاص الذين ليسوا في الحرب، أي المدنيين والأطفال والنساء حياتهم، وهذا أمر مؤلم للغاية، وكما قلت فهو لا يقدم أي حل.
منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة، التي قدمت الإرث الحضاري للإنسانية، و تعرفت البشرية على نفسها لأول مرة في هذه المنطقة، وطوّرت الحضارة والديانات السماوية الثلاثة نشأة من هنا، و يعيش هنا أشخاص ذوو ثقافة قديمة أصيلة ومتنوعة، وهناك العديد من المعتقدات والأديان والأمم؛ لذلك فإنّ مشاكل هذه المنطقة لا يمكن حلها بعقلية، وسياسات الدولة القومية والتعصب الديني-الطائفي، بل على العكس من ذلك ستؤدي إلى تعميق العداء؛ لذلك ووفقًا لنموذج القائد عبد الله أوجلان، يجب على جميع الأمم والأديان، أن تقبل بعضها البعض، وحيث أنّ اختلاف القوميات والمعتقدات أدت إلى اغتناء المنطقة وتناغمها؛ لذلك لا ينبغي لأحدٍ، أن يبيد أحدًا ولا ينبغي لأحدٍ أن يهاجم أحدًا ، لقد عاش هؤلاء الأشخاص معًا في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، ولذلك فإنّ نموذج القائد عبد الله أوجلان، هو بناء حياة حرّة تقوم على المساواة والحرية، و إنّ نموذجه هو النموذج الرئيسي لمشاكل المنطقة؛ لذلك نحن ضد هذه الحرب، ويجب أن يتوقف هذه الحرب فورًا، ويجب أن يتوقف قتل الأطفال والنساء والمدنيين وهذا هو نهجنا وفكرتنا.
في البداية قال مستشار أردوغان ثم نعمان كورتولموش وأخيرًا طيب أردوغان: “بعد لبنان، عيون إسرائيل تتجه نحو تركيا” ما هي الحقيقة والغرض الرئيسي من هذا البيان؟
يتّبع نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، سياسة زائفة هدفهم ليس وقف سفك الدماء والحرب، بل الاستمرار والتوسّع في الحرب؛ ولهذا السبب يستفزون، إنّهم يريدون أن تتحارب إسرائيل وإيران، ويريدون أيضًا الاستفادة من ذلك، وهذه هي السياسة التي ينتهجها طيب أردوغان الآن، أي أنّها تقدم نفسها على أنّها مناصرة لفلسطين والعرب، و لكنّ الأمر ليس كذلك، ولها حسابات في العالم العربي، مقولة “عيون إسرائيل على تركيا” خاطئة تمامًا، لكنّ لها هدف وبهذا تريد تغيير الأجندة وتحقق أهدافها.
“لدى حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مخاوف جدية بشأن قضيتين رئيسيتين:
إما خوفهم الأول؛ تقود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، العملية في المنطقة وتقول تركيا أيضًا: “لماذا لا يتم ذلك من خلالي؟ لماذا يتم تقييم المشاكل الإقليمية من قبل إسرائيل والعرب؟ أنا أيضًا عضو في حلف شمال الأطلسي” إنّ استنكارها ولغتها القاسية ضد نتنياهو هو السبب في ذلك، أي إنّهم يخشون استبعادهم من المشاريع ضد المنطقة.
أما خوفهم الثاني فهو من الكرد، يقولون: “هذا يتم تطويره خارج نطاقي، فهل سيحصل الكرد على مكان في التصميم الجديد أو في رسم الخارطة الجديدة؟ إذا تم ذلك فهذا أمر خطير” أي إنّهم يعتبرون الكرد تهديدًا، وهذا هو خوفهم الرئيسي؛ لهذا السبب هم في حالة من الذعر، علاوة على ذلك، فهي تريد دائمًا خلق أجندات جديدة، وهي الآن تريد الاستفادة من هذه الظروف، وإدراج سوريا وإيران في تحالف المعارضة الكردية، الذي شكّله مع العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني، و يريد أردوغان بناء أساس لتحالف مناهض للكرد؛ لذلك يريد البقاء في جنوب كردستان، احتلّ جزءًا من روج آفا ويقول: “سأواصل الاحتلال” وتقول دولة الاحتلال التركية، إنّ “كردستان النامية تشكل عائقًا أمامنا، وستؤدي إلى انكماشنا” وهذا هو أساس كل مخاوفهم؛ ولهذا السبب يقول مثل هذه الأشياء، والآن يعقد المجلس جلسة مغلقة، ولكنّ لا أعتقد أنّه سيتم مناقشة هذا الأمر مع المجلس، وكدولة فإنّهم يناقشون هذه القضايا على مستوى ضيق، وهذا هو خوفهم الرئيسي، أي إنّه من الواضح في هذا العصر الجديد، أنّهم يريدون إدارة السياسة على أساس عداء الكرد.
هناك مرونة في تركيا من ناحية ومؤخرًا، مدّ بهجلي يده لأعضاء حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وألقى التحية، ولكنّ من ناحية أخرى، هناك جوع وفقر والاقتصاد يزداد سوءًا، أي إنّ هذه الحكومة في ورطة، وتريد تغيير جدول الأعمال. ماذا تقول عن هذا؟
إنّه واضح جدًا؛ لقد أصبح حكم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في مأزق، لأنّ خططهما لم تنجح، قبل 10 سنوات، عندما بدأوا خططهم الرئيسية، حاولوا بأنّ لا تحل القضية الكردية، وأن تتم تصفية حزب العمال الكردستاني واحتلال جنوب كردستان، والقضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا؛ ولهذا السبب أنفقوا الكثير من الأموال في سبيل ذلك، ولكنّهم لم ينجحوا.
ولذلك تزايدت المشاكل الاقتصادية وظهرت مجاعة في كل تركيا، هذه هي قضيتهم الرئيسية وهذا صحيح، لقد أرادوا تغيير جدول الأعمال وبناء أرضية لأنفسهم، ولهذا السبب لا ينبغي للمرء أن يعطي أهمية كبيرة للمرونة المقدمة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، بل إنّ البعض يقول: “هل ستبدأ عملية جديدة؟” لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولا ينبغي لأحد أن يكون لديه مثل هذه الأحلام، وما زالوا يستهدفون الكرد كل يوم ويستوطنون. هناك حرب وهناك سياسة نظام الإبادة والتعذيب حيال القائد عبد الله أوجلان. يريد طيب أردوغان تصميم المعارضة وفقًا لما يريده، حتى أنّه يريد الوصول إليهم واللعب عليهم، يريد أن يجعل المعارضة تتردد، ويحاول أن يهيّئ الأرضية لأقوال المعارضة مثل التطبيع، وبعض توجهاتها المتعلقة بذلك، ولكن هذه الحكومة في ورطة وهي تريد أن تحرر نفسها من هذه المشكلة؛ جهودها في هذا الاتجاه، وينبغي للمرء أن يفهم هذا، بمعنى آخر لا ينبغي أن تنخدع المعارضة بهذه الألاعيب وهذا مهم جدًا، هذه لعبة.
هناك جوع في تركيا اليوم، والأشخاص الذين يتقاضون رواتبهم يعانون من الجوع أيضًا، ففي السابق إذا كان الشخص مسؤولًا أو موظفًا حكوميًا، كان يُطلق عليه لقب “الغني”، الآن، يتعين على الأشخاص الذين يعملون في الولاية العثور على وظيفة ثانية، والعمال جميعهم جائعون، والناس يحصلون على أجور عند خط الفقر، وهذه هي الأجندة الرئيسية.
ماذا حدث نتيجة لهذا؟ منذ 10 سنوات، تم إنفاق جميع عائدات تركيا على الحرب، ولم يحصلوا على النتائج، انظر، لقد تم جلب محمد شيمشك كمنقذ للاقتصاد، وتم تعيينه وزيرًا للخزانة، هذا الشخص لا يقترب بشكل صحيح، ولا يتحدث بشكل صحيح، هذا الشخص هو في الأساس كردي من كرسوس، لكنّه انقطع عن جذوره، ومن الواضح أنّه في طفولته أُدخل إلى المدارس وتلقّى التعليم، فانقطع عن جذوره وحقيقته.
البعد عن الكردية هو أن يكون بعيدًا عن الحقيقة، والإنسان المنقطع عن حقيقته لا يعرف حقيقته، ولا يستطيع أن يقول أي شيء. يقول سقراط: “اعرف نفسك” ويقول القائد عبد الله أوجلان أيضًا: “معرفة الذات هي أساس كل معرفة”؛ لذلك فإنّ محمد شيمشك بعيد عن واقعه، ولا يُقترب منه، ولو أنّه تصرف حسب الحق لقال: إذا قامت هذه الحرب، فلن يصلح هذا الاقتصاد.
انظروا، لقد قام نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، بتوظيف ما يقرب من 100 ألف جندي مدفوع الأجر، خلال السنوات 10 إلى الـ 11 الماضية، والآن الجيش النظامي ليس في حالة حرب، الجيش المأجور في حالة حرب، والآن يخوض هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 100 ألف شخص، هذه الحرب برواتب عالية، وإلى جانب هذا، هناك أيضًا JOH وPOH، كما أنّهم يحصلون على رواتب عالية.
احسب تكلفة هذا الصرف ضد الحركة، وما هو حجم الأموال التي يتم إنفاقها أكثر من ذي قبل؟ من أجل فهم مستوى هذه التكلفة بشكل أفضل، يمكنّني أن أخبرك برصيد صغير، وفي 9 أشهر بين شهري نيسان وأيلول، نفذت دولة الاحتلال التركية 2541 غارة جوية بطائراتها الحربية، فقط في مناطق دفاع المشروع، وهاجم 777 مرة بطائرات الهليكوبتر، أي أنّهم نفذوا 3318 غارة جوية، وهاجموا 71 ألفًا، و27 مرة بأسلحة مثل مدافع الهاون والدبابات والمدافع ومدافع الهاوتزر، هنالك تكلفة لحيازة أي ذخيرة مستخدمة، ولرفع كل طائرة ومروحية وقذيفة واحدة فقط، تكلفتها تقدر ب 5000 دولار، وهناك تكلفة الطعام والنقل والإقامة، لكل جندي يتم إحضاره إلى هنا، وعندما يتم جمع كل هذه الأشياء معًا، يتم الكشف عن التكلفة الباهظة.
هذه الحرب لا تقتصر على جنوب كردستان فقط، ففي شمال كردستان هناك عملية كل يوم تقريبًا؛ كل هذا يتم صرف الأموال عليها وهناك أيضًا حرب في روج آفا، القصف يحدث كل يوم من إدلب إلى سري كانيه، وكل يوم هناك تفجيرات في عفرين والشهباء، ونشاط الاستخبارات التركية، التي تقوم بعمليات التجسس كلها مدفوعة الأجر، وتركيا تنفق كل دخلها على الحرب؛ لذلك على الرغم من أنّ تركيا دولة غنية؛ إلا أنّه لا يزال هناك أناس جياع في تركيا، ولا أحد يقول هذه الحقيقة، ولم يقل حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر الأحزاب المعارضة ذلك أيضًا، أي أنّه يقول أنّ تركيا لديها أجندة الجوع، لكنّه لا يذكر لماذا يتضور جوعًا مواطنو هذا البلد الغني، وكل هذا بسبب تكاليف الحرب، ولم ينتصروا في الحرب؛ ولذلك فإنّ ممارسة نظام الإبادة والتعذيب حيال القائد عبد الله أوجلان أمر مهم، والآن الشعب يناضل من أجل هذا، وإذا تم الانتهاء من ممارسة سياسة الإبادة والتعذيب، حيال القائد عبد الله أوجلان وتم تحريره، فسيتم التخلص من جميع التكاليف، ومن ثم قد يتم استعادة الاقتصاد التركي.
قد يكون محمد شيمشك خبيرًا في بعض المواضيع، لكنّه لا يقول الحقيقة، ورغم أنّهم يعرفون ذلك، إلا أنّهم لا يقولون ذلك، وهم يعلمون أيضًا أنّ الاقتصاد التركي، لن يتعافى إلا بعد التخلص من تكاليف الحرب وأجور الجنود ومع ذلك، يجب على الشعب التركي والعمال والكادحين والشعب الكردي، أن يعرفوا ذلك أيضًا هذه هي الأجندة الرئيسية، لكن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، يغيران الأجندة في كل مرة، ويناوران في كل مرة ويريدان الفوز، وهذه هي الحقيقة وبمعنى آخر، إنّها الحرب ونتيجة الحرب، فإنّ التكاليف التي تحدث هي جوع المجتمع.
في الآونة الأخيرة، كانت هناك حرب في المنطقة وقد تنتشر هذه الحرب أكثر فما هي استراتيجية الكرد في هذه المرحلة المهمة؟
صحيح هناك حرب والمنطقة في حالة غليان، ومن الواضح أنّ هذا الوضع سيستمر، هناك شك في أنّ الحرب سوف تنتشر أكثر، ولا شكّ أنّ هذا الوضع سيحدث بعض التغييرات على جدول الأعمال، لأنّ الأطراف التي تخوض هذه الحرب هي من تديرها؛ لذلك فإنّها تخوض هذه الحرب، لإعادة رسم المنطقة أو تصميمها من جديد، وهذا الوضع سيخلق بعض الفرص، لكنّها ستنطوي أيضًا على بعض المخاطر، وفي مثل هذا الوقت الحساس، يحتاج الشعب الكردي إلى الوحدة الوطنية أكثر من أي وقت مضى.
لقد سألت عن الاستراتيجية الوطنية، ولكنّ الآن كأمّة ليس لدينا استراتيجية مشتركة ومع ذلك، يجب علينا بالتأكيد بناء استراتيجية وطنية، وكشعب كردي إذا أردنا أن نعيش على هذه الأرض، بطريقة حرة ومتساوية ومستقلة، يجب أن تكون لدينا استراتيجية مشتركة في هذه الفترة التاريخية، والآن أعداؤنا يقفون على هذه القضية أكثر من غيرهم وبعبارة أخرى، فإنّ الدول المعتدية تبذل جهودًا كبيرة، لأجل منع تشكيل الوحدة الوطنية الكردية، وجود استراتيجية مشتركة لهم، لأنّه إذا لم يتم تشكيل الوحدة الوطنية، وبناء استراتيجية مشتركة يعتمد عليها الجميع تمامًا، فستكون كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد تم استبعاد الشعب الكردي عن رسم الخريطة وسحقه، وكانت الإبادة الجماعية فقط هي نصيب الشعب الكردي، والآن سيعملون على بقاء الكرد في الحرب العالمية الثالثة في خارج الخريطة.
يختلف طابع الحرب العالمية الثالثة عن الحروب العالمية السابقة، لقد تشابك هذا الحرب وانتشر مع مرور الوقت؛ لقد تم تصميمه بشكل تام داخل نفسه وسيستمر بشكل أكثر، أي أنّه في هذا الوقت ككرد، إذا أردنا أن يكون لنا مكانة، وأن تكون لدينا إرادة في المنطقة، وأن نستمر في وجودنا، فيجب علينا أولًا أن يكون لدينا استراتيجية وطنية، وحاليًّا تعتبر دولة الاحتلال التركية القوة الأقوى في المنطقة أمام الكرد، ولا تتمتع الحكومة التي تتولى السلطة حاليًّا في تركيا، بسلطة غير عادية، هذه الحكومة ضمن نظام تركيا من اليمين إلى اليسار، أصبحت واحدة على أساس معارضة وعداء الكرد، إنّها حكومة طورانية، لقد تحالف حزب الحركة القومية وأرغنكون وكزل ألما وحزب العدالة والتنمية، من أجل عدم حصول الكرد على حقوقهم، وعلى المكانة في المنطقة وهذه هي استراتيجيتهم.
إنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقول إنّه حزب كردستاني، يتعاون مع هؤلاء الأعداء الألداء للكرد، هذه كارثة كبيرة، وهذا ليس شيئًا خارجًا عن المألوف، إنّه خطأ كبير جدًا، وهذا يعني طمس محاولة خلق استراتيجية وطنية؛ لذلك يجب التوقف عن هذا الخطأ فورًا، ولهذا ينبغي لشعبنا وأوساطنا الوطنية، أن تبدي موقفها من هذا الأمر وتنتقده، أي أنّه يجب عليهم التوقف عن القيام بذلك، لأن هذه السياسة ليست معادية ومضرة فقط في هذا الوقت، لا، إنّ هذه السياسة التي ينتهجها الحزب الديمقراطي الكردستاني حاليًّا، سيتسبب في إلحاق ضرر كبير ودائم لمستقبل الشعب الكردي، اكتب هذا في مكان ما، أنَّ التعاون مع دولة الاحتلال التركية، يشبه الدخول في الغابة مع الدب، لا أحد يعلم متى سيفترسهم الدب؛ لذلك هذه مسألة مهمة للغاية.
نحن نريد أن يتوقفوا عن هذا؛ لأن دولة الاحتلال التركية ليست فقط ضد حزب العمال الكردستاني، دولة الاحتلال التركية هي ضد كل مكتسبات الشعب الكردي، هناك شيء آخر يثير اهتمامي؛ تقوم دولة الاحتلال التركية بتهيئة مكان لها وتعزيز مواقعها، والاستعداد للبقاء بشكل دائم في المنطقة، وكما يساعد الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا العمل، الذي تقوم به دولة الاحتلال التركية بقدر استطاعته، و يدعمهم بكل الطرق ويرشدهم، وكما يدعم تعزيز مواقفهم و يحميهم، وإذا كان وجد منطقة فارغة فهو يملأها، ما هذا؟ لماذا هذا؟ هذا غير مفهوم، وإذا استقروا هنا فلن يغادروا هنا أبدًا.
إنَّ دولة الاحتلال التركية لن تنسحب من جنوب كردستان تقول: لقد جئت إلى هنا لأصرف الأخطار عني ما هو معنى الخطر ؟ أحدهما هو حزب العمال الكردستاني والآخر هو وضع كردستان، ألم يقل طيب أردوغان هذا من قبل! لذلك لن ينسحبوا من هنا، وسيشكلون ضغطًا على رؤوس الكرد، وسوف تسيطر على المناطق الاستراتيجية هذا في المستقبل، لكنّهم يساعدون هؤلاء المحتلين دائمًا، وهناك طريق واحد فقط أمام دولة الاحتلال التركية للخروج من هنا، إنّها مقاومة الكريلا؛ لذلك من المهم أن يدعم شعبنا هذه المقاومة المقدسة، لقد أظهرت مقاومة الكريلا الحالية أنّ هذا يمكن القيام به.
نداءنا موجه إلى الأحزاب الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين والسياسيين المستقلين: يجب علينا في هذا الوقت، أن نحقق وحدتنا الوطنية، وأولئك الذين لا يريدون المشاركة لا ينبغي لهم أن يأتوا؛ أولئك الذين يأتون يجب عليهم التأكيد على تحقيق الوحدة الوطنية، وهذه المحاولة هي محاولة استراتيجية، ويجب علينا بالتأكيد أن نقوم به. ينبغي التخلي عن العلاقات التكتيكية والسياسات التكتيكية الآن. كأكراد، يجب علينا أن نبني مجالًا لأنفسنا؛ لذلك ينبغي عليهم أن يجتمعوا ويضعوا سياسة ويحددوا استراتيجية وطنية. هناك حاجة كبيرة لهذا وهذا ما ندعو إليه. نحن نقف ضد القمع التركي في كل جزء من كردستان. سنواصل مقاومتنا في جنوب كردستان. إنّ نداءنا هو بالدرجة الأولى إلى أهالي بهدينان الأعزاء، فكل شيء يحدث أمام أعينهم. الذي يحارب هذا العدو القاسي، ضد الأسلحة الحديثة بإرادة فولاذية، كما يرى شعبنا، ونأمل أن يدعم شعبنا المقاومة المقدسة لمقاتلي حرية كردستان، وبشخص أهلنا في بهدينان، ندعو إلى دعم شعبنا في جنوب كردستان وكردستان بأكملها. إنّ المقاومة التي نقوم بها، هي من أجل مستقبل جميع الكرد؛ لذا نطلب الدعم والتعاون من كافة القوى الوطنية، ودعوتنا لشعبنا والسياسيين الوطنيين هي هكذا.