قرارة أولية في نتائج فوز دونالد ترامب بمقعد الرئاسة
كتب السفير شريف شاهين مقالًا لمركز إنشاء للمعلومات، بشأن فوز ترامب بولاية ثانية، وجاء على النحو التالي: أنّ فوز ترامب والذي كان متوقعًا من أغلبية المراقبين، بات حدثًا مدويًا، وله تداعيات واضحة على الداخل الأمريكي، وعلى المستوى الدولي، ويمكن تحليل تداعياته من خلال جانبين:
الداخل الأمريكي:
تكون سياسات ترامب أكثر وضوحًا، فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة المهاجرين، القادمين من المكسيك و الشرق الأوسط، وسيفرض قيودًا شديدة على قواعد وإجراءات الهجرة المعمول بها، إلّا أنّ ما أدلّى به من تصريحات، حول ترحيل عدد من المواطنين، سوف تصطدم بالقوانين المعمول بها بالفعل.
سيشهد الاقتصاد الأمريكي، زخمًا في الداخل، وتعديلًا في نسب التضخم، وانخفاضًا في معدلات البطالة.
من غير المرجّح، أن يشهد العالم حربًا تجارية، مستقرة بين الولايات المتّحدة والصين، وإن كانت أغلب الشركات الصينية العملاقة، ستتخذ سياسات أكثر تحوطًا للتعامل مع آثار سياسات المقاطعة الأمريكية.
فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، فإنّه سيتأثر بفعل سياسات ترامب، إذا ما نجح في تحقيق تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، ويعني ذلك، تراجعًا في حدّة المواجهة الأوروبية مع روسيا، وسياسة أكثر انفتاحًا لأوروبا، في التعامل مع روسيا اقتصاديًّا، خاصة بالنسبة لاستراتيجيات تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.
السياسة الدولية والوضع في الشرق الأوسط:
يتحوّط الاتحاد الأوربي من سياسات أكثر تشددًا، فيما يتعلق بالتجارة والعلاقات مع الناتو، حيث يطالبه ترامب منذ ولايته الأولى، بمساهمة أوروبية أكبر من موازنة حصة الناتو، والذي يتعرض لضغوط عالية، بفعل انخراطه في مساعدة أوكرانيا على حربها ضد روسيا.
تتخوف أوربا من علاقات ترامب الشخصية ببوتن، والتي ستنعكس على جهود الولايات المتّحدة، لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث من المرجّح أن تشهد الفترة المقبلة، زخمًا من الاتصالات الأوروبية/الأمريكية، التفاوض وإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما وعد ترامب الناخبين بذلك.
ستشهد العلاقات مع الصين توترًا واضحًا، ينعكس على التحركات العسكرية الأمريكية في بحر الصين، وبالتالي ستسعى الصين إلى إظهار سياسة عسكرية، أكثر تشدّدًا فيما يتعلق بتايوان.
ستكون لسياسة الولايات المتّحدة في شرق أسيا، تداعيات واضحة على كل من اليابان وكوريا الجنوبية، فيما يتعلق بسياستها الدفاعية، والترتيبات الأمنية في مواجهة كوريا الشمالية، ومن المرجّح أن تشهد فترة ترامب، جولة جديدة
من المفاوضات، بين الولايات المتّحدة وكوريا الشمالية، وهي التي بدأت خلال ولايته الأولى.
وحول سياسات ترامب في الشرق الأوسط، فمن غير المرجّح أن تشهد فترة رئاسته المقبلة، حلًا واضحًا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ أنّ ترامب يرفض حل الدولتين، التي كانت تروّج له إدارة بايدن الديمقراطية، بل عكست تصريحاته تأييدًا واضحًا، سياساتها العدوانية والتوسّعية، ومن المرجّح أن تسعى إسرائيل، خلال فترة الشهرين المقبلين، ولحين دخول ترامب البيت الأبيض، إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان، وفي شمال قطاع غزة، بحيث تأمن لسكان المستوطنات عودة آمنة، وتقضي على القدرات العسكرية المؤثرة، لكل من حزب الله وحركة حماس.
أما فيما يتعلق بسياساتها تجاه إيران، فمعروف أنّ الولايات المتّحدة تسعى لإقامة علاقة إستراتيجية مع إيران، تقوم على أساس تخلي إيران عن سياساتها الراديكالية في المنطقة، وهو ما مهدت له إيران بالفعل بانتخاب رئيس إصلاحي، وعلى أساس الوصول إلى صفقة، تؤمن للولايات المتحدة وإسرائيل، سياسة أكثر هدوءًا في الخليج والشرق الأوسط، في مقابل أن تعدّل إيران من نهجها العسكري، والتوصّل إلى صفقة، تتيح لإيران إكمال برنامجها النووي، في مقابل تخليها على إنتاج الصواريخ الباليستية، وإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض على إيران، والذي سيكون أحد أدوات التغيير في الداخل الإيراني في المستقبل.
سيعزز وجود ترامب في البيت الأبيض، من فرص تطوير العلاقات الأمريكية، مع دول الاعتدال في المنطقة: مصر السعودية والإمارات، بما يزيد من فرص هذه الدول الثلاث، في التعاون السياسي والاقتصادي، وبالتالي نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة.