هيئة تحرير الشام تسيطر على أكثر من نصف مدينة حلب
دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، الجمعة، مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا، دون مقاومة تذكر من قبل عناصر قوات الجيش السوري، بعد أن تصاعدت حدّة المواجهات العسكرية العنيفة بين الفصائل المسلّحة، المدعومة من قبل الحكومة التركية، وقوات الجيش السوري في ريفي حلب وإدلب، منذ فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني.
وسيطرت الفصائل المسلّحة على 65 بلدة وقرية ومدينة أهمها سراقب، ولها أهمية، نسبةً لأنها تمنع أي مجال للنظام من التقدم إلى حلب، وتقع على عقدة استراتيجية تربط حلب باللاذقية ودمشق.
والأحياء التي تم الوصول إليها من قبل الفصائل المسلّحة في المدينة هي: “بستان القصر، الكلاسة، الفردوس، القصيلة، القلعة ومحيطها، الجميلية، صلاح الدين، بستان الزهرة، الفيض، حلب الجديدة، الراشدين (الحي الرابع – الحي الخامس)، المنطقة الصناعية من الراموسة، الحمدانية، الميرديان، الفرقان، وأجزاء من باب النيرب والعزيزية والسريان” وغيرها من الأماكن.
أفادت مصادر عسكرية، بأنَّ الحكومة السورية أغلقت مطار حلب، وألغت جميع الرحلات الجوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الأنسان، فإنَّ “301 قتيلًا سقطوا خلال القتال بين عسكريين ومدنيين”، وقد تعرّض سكن جامعي في مدينة حلب يوم الجمعة للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة طلاب جامعيين، بحسب وكالة «سانا» الرسمية التابعة للحكومة السورية.
وأدّت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ويشهد حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الأغلبية الكردية، شمالي حلب حركة نزوح باتجاههما، وجل النازحين من أحياء الحمدانية والفرقان وحلب الجديدة، التي سيطر عليها الفصائل المسلّحة.
وقال ديفيد كاردن نائب منسّق الأمم المتحدة، الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية “قلقون جدًا من الوضع في شمال غرب سوريا. وأودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيًّا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات”.
وقد عدّ المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنّ الوضع في حلب “انتهاك لسيادة سوريا”. وأعرب عن دعم بلاده “للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة، وإعادة النظام الدستوري”.
ودعّت تركيا الجمعة إلى “وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها، معقل الفصائل المسلّحة في شمال غرب سوريا، المدعومين من قبل الحكومة التركية، بعد سلسلة غارات شنّتها القوات الجوية الروسية والسورية.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان، “على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمّتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب”، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.
وفي وقت سابق، قال فادي الشمري المستشار السياسي في الحكومة العراقية عبر تغريدة على “إكس” إنّ “نشاط الجماعات الإرهابية في شمال غربي سوريا، يعتبر تطور خطير من حيث التوقيت والجهوزية والتسليح، ممّا يستدعي الحيطة والحذر والاستعداد التام”.